مقدمة

أدرك الباحثون في العالم، وخصوصا في الدول الغربية، الأهمية الكبرى للنشر الإلكتروني من خلال شبكة الإنترنيت، وأصبحوا يكتسبون عادات جديدة، سواء في ما يتعلق باسترجاع المعلومات، أو بنشر أبحاثهم في ظل الثورة المعلوماتية وتطور هياكل البحث العلمي. وإذا كان هذا حال الباحثين في الدول الغربية، فإن الباحثين العرب، ومن ضمنهم الباحثون في مجال الخط العربي والمخطوطات ما زالوا متحفظين، إن لم نقل أحيانا عازفين، عن استعمال المصادر الإلكترونية المتاحة من خلال شبكة الإنترنيت. إن استنتاجنا هذا ليس وليد أحكام مسبقة، فهناك مجموعة من الدراسات الأكاديمية، التي أنجزت حول استخدام الإنترنيت من قبل الباحثين العرب بالجامعات، أكدت أن هناك ضعفا بينا في استخدامهم لهذه الشبكة، كما أظهر بعضها أن نسبة استخدام شبكة الإنترنيت من قبل الباحثين في  الآداب والعلوم الإنسانية هي أقل من نسبة استخدامها من قبل الباحثين في العلوم التقنية. ونذكر على سبيل المثال لا الحصر[1] :
_ دراسة ربحي عليان ومنال القيسي: عن استخدام الإنترنيت في جامعة البحرين، حيث استخدما استبانة تم جمع بياناتها من 524 مستفيد (عينة الدراسة)، وأظهرت نتائج الدراسة أن الغالبية العظمى من المستخدمين، أي    71,49%هم من طلبة الباكالوريوس، ثم أعضاء هيئة التدريس بنسبة  15,07%، ثم طلبة الدراسات العليا بنسبة  9,92% ثم أخيرا أعضاء الهيئة الإدارية بالجامعة بنسبة  1,90%  وباقي المستفيدين كانوا من خارج الجامعة؛
_ دراسة جاسم جرجيس وعبد الكريم ناشر: عن استخدام أعضاء هيئة التدريس في الجامعات اليمنية بمدينة صنعاء لشبكة الإنترنيت، حيث استخدم الباحثان الإستبانة والمقابلة الشخصية لدراسة عينة من أعضاء هيئة التدريس أجاب عنها 123 عضو هيئة تدريس، بينهم 18 عضو هيئة تدريس فقط استخدم شبكة الإنترنيت، وبنسبة 14,6% من مجموع الأفراد الذين أعادوا الاستبانة؛ 
_ دراسة محمد جلال غندور: عن استخدام أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك سعود بالرياض للإنترنيت، حيث استخدم الباحث الاستبانة لدراسة عينة من أعضاء هيئة التدريس عن استخدامهم للإنترنيت، أجاب عنها 128 عضو هيئة تدريس، من بينهم 51 عضوا فقط استخدم شبكة الإنترنيت. ومن أبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة أنه على الرغم من اختلاف نمط الاستخدام بين مجموعة العلوم الاجتماعية والإنسانية ومجموعة العلوم التقنية والطبية من أعضاء هيئة التدريس، فإن استخدام أعضاء هيئة التدريس في مجال العلوم التقنية والطبية للإنترنيت يفوق مثيله لأعضاء هيئة التدريس في العلوم الاجتماعية والإنسانية.
    وفي المغرب قامت الباحثة وفاء العلوي  بإنجاز بحث أكاديمي حول موضوع "استخدام الباحثين الجامعيين المغاربة للتكنولوجيا الحديثة للمعلومات: نموذج  أساتذة جامعة محمد الخامس-أكدال بالرباط"، وذلك في إطار الدراسات العليا بمدرسة علوم الإعلام، وقد جاءت نتائج البحث على الشكل التالي: 26,51%  فقط  من  أساتذة  كلية  الآداب  والعلوم  الإنسانية  يستخدمون  شبكة  الإنترنيت، ,21%37 من أساتذة كلية العلوم يستخدمون الإنترنيت، 54%  من أساتذة كلية العلوم القانونية والاقتصادية يستخدمون الإنترنيت، ثم 96,36% من أساتذة المدرسة المحمدية للمهندسين يستخدمون الإنترنيت. أما عينة الأساتذة الذين شملهم البحث فقد تكونت من 321 أستاذ من مجموع 1027 أستاذ. وتكونت عينة البحث الخاصة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية من 83 أستاذا من بينهم 13 أستاذا من شعبة اللغة العربية و10أساتذة من شعبة التاريخ و6 أساتذة من شعبة الدراسات الإسلامية.
    إن كل المؤشرات ما زالت تدل على ضعف استخدام الباحث العربي في مجال الخط العربي والمخطوطات  لشبكة الإنترنيت، إذ لاحظنا كذلك غياب ما يسمى بالويبجرافيا، أي مصادر النشر الإلكتروني، في معظم الدراسات الحديثة حول هذا المجال، كما أن الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والدول النامية ما زالت تعتبر إحدى قضايا العصر الشائكة. وقد جاء في تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2003، والذي تطرق لسبل إقامة مجتمع للمعرفة بالوطن العربي، أن عدد مستخدمي الإنترنيت في الدول العربية وصل سنة 2001 إلى 4,2  مليون شخص يشكلون 1,6% من سكان هذه الدول، وأن انتشار الإنترنيت في البلدان العربية ما زال محدودا في السياق المقارن. وأكدت القمة العالمية لمجتمع المعلومات، في دورتيها المنعقدتين بكل من جنيف(2003) وتونس (2005)، وجود فجوة رقمية حقيقية بين الدول المتقدمة والدول النامية، وخلصت أعمالها إلى ضرورة تقليص هذه الفجوة الرقمية من خلال إصدار مجموعة من التوصيات.
  يحتاج الباحث العربي في مجال الخط العربي والمخطوطات إلى الكتب والمقالات العلمية في هذا المجال، وإلى المخطوطات نفسها قصد إنجاز دراساته وأبحاثه . كما يحتاج الباحث العربي أيضا إلى مصادر معرفية أخرى ذات طبيعة مختلفة، لا لإنجاز الأبحاث والدراسات العلمية، ولكن للإطلاع على الأخبار اليومية وآخر المستجدات حول قضايا الخط العربي والمخطوطات، كإصدار الكتب، ونشر المخطوطات المحققة، وإقامة الندوات العلمية، وبناء المراكز المتخصصة، والإعلان عن الجوائز العلمية، إلخ . وهذا النوع من المعلومات توفره الصحف الوطنية والدولية.
   إننا أمام عدة فرضيات لعدم انخراط الباحثين العرب في مجال الخط العربي والمخطوطات في الثورة المعلوماتية، والمتمثلة بالخصوص في استخدام مصادر النشر الإلكتروني المتاحة من خلال شبكة الإنترنيت، وقد عملنا من خلال هذا البحث على دراسة صحة أو عدم صحة الفرضية التالية:  
" الباحث العربي في مجال الخط العربي والمخطوطات لا يستعمل شبكة الإنترنيت لأنه لا توجد بالشبكة وثائق إلكترونية مهمة تعالج قضايا هذا التراث من كتب ومقالات علمية وصحفية ومخطوطات بالنص الكامل، أو في حالة تواجد وثائق إلكترونية تعالج قضايا الخط العربي والمخطوطات فهي لا ترقى إلى قيمة مصادر النشر الورقي."
  في هذا الإطار ارتأينا إنجاز هذا البحث تحت عنوان " الخط العربي والمخطوطات من خلال النشر الورقي والنشر الالكتروني" لتسليط الضوء على إشكالية ضعف استخدام الباحث العربي في مجال الخط العربي والمخطوطات لشبكة الإنترنيت، ولدراسة صحة أو عدم صحة الفرضية المطروحة.
   هناك دراسات عديدة أنجزت حول النشر الإلكتروني بشكل عام، والنشر الإلكتروني العربي بشكل خاص، لا يتسع مجال البحث لذكرها، ويمكن أن نحيل الباحث المهتم بهذا المجال في شموليته إلى الدراسات التي قدمت خلال انعقاد المؤتمر الثاني عشر للإتحاد العربي للمكتبات والمعلومات حول موضوع "المكتبات العربية في مطلع الألفية الثالثة: بنى وتقنيات وكفاءات متطورة"، والذي نظم بالشارقة في الفترة مابين 5 و 8 نوفمبر 2001. يمكن للباحث كذلك أن يطلع على الدراسات التي قدمت في إطار الندوة التي عقدتها مجلة "العربي" سنة 2001 ، تحت عنوان "مستقبل الثورة الرقمية: العرب والتحدي القادم". أما في ما يتعلق بالدراسات المتخصصة حول المخطوطات العربية والتكنولوجيا الحديثة للمعلومات فهي قليلة للغاية، والدراسات المنجزة في هذا الإطار لم تركز كثيرا على ارتباط هذا التراث بشبكة الإنترنيت، وإنما على خلق بنوك معطيات داخلية للمخطوطات العربية من قبل المكتبات ومراكز التوثيق في الوطن العربي، وهي بالفعل مرحلة سابقة ينبغي المرور بها قبل الانتقال إلى التعريف بهذا التراث عبر شبكة الإنترنيت.
  في دراسة لهاشم فرحات حول موضوع "تكنولوجيا المعلومات وأثرها في ضبط المخطوطات العربية وإتاحتها"[2]، قدم الباحث مراجعة تاريخية، يمكن تلخيصها كما يلي:
  أعدت أول دراسة عربية اهتمت بتوظيف تكنولوجيا المعلومات في خدمة قضايا المخطوطات سنة 1992 ، وكان صاحبها أحمد الحسو قد دعا فيها إلى إنشاء قاعدة معلومات للأدبيات التراثية. وهناك مشروع تزامن مع دعوة أحمد الحسو، وهو مشروع تبناه مركز المعلومات المصري يهدف إلى توثيق التراث الحضاري، إلا أنه باء بالفشل، فتم التوقف عن العمل به سنة 1993، وفي هذه السنة كذلك شهد المغرب انعقاد اجتماع مسؤولي مراكز المخطوطات الإسلامية بالرباط، بالتعاون بين كل من كلية علوم التربية بجامعة محمد الخامس واللجنة المغربية للتربية والعلوم والثقافة، وقد خرج هذا الاجتماع بعدة توصيات من بينها ضرورة الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات الحديثة وإنشاء قاعدة معطيات لتخزين فهارس المخطوطات ونصوصها. وقامت دار الكتب المصرية سنة 1995 بإدخال بيانات ما يقرب من 37000 مخطوط. وفي سنة 1996 نظمت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق المصرية بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الندوة العالمية للمخطوطات"، وقد قدم خلالها الدكتور أحمد نظيف دراسة بعنوان: "تكنولوجيا المعلومات لحفظ التراث المخطوط ونشره". وخرجت الندوة التي أقيمت بمعهد المخطوطات العربية سنة 1997 بتوصيات أهمها، ضرورة الانتفاع من التكنولوجيا، وإنشاء قواعد بيانات تمهيدا لإنشاء قاعدة بيانات موحدة للمخطوطات العربية. وفي سنة 1998 تقدم الدكتور أحمد شرف الدين بدراسة إلى المؤتمر السادس للتحسيب متعدد اللغات بجامعة كامبردج بالمملكة المتحدة، وكان موضوع دراسته "تصميم نظام معلومات آلي للمخطوطات العربية". وفي سنة 1999 قدم الدكتور كمال عرفات اقتراحا يدعو فيه إلى تصوير المخطوطات على الأقراص الضوئية، وفي نفس السنة تخرج الندوة الثالثة لقضايا المخطوطات بتوصية مفادها ضرورة إنشاء موقع للمخطوطات العربية. وفي سنة 2000 ظهر البحث الذي قدمه كمال عرفات  تحت عنوان: "آفاق تكنولوجية حديثة لخدمة التراث العربي المخطوط"، وفي هذا البحث طرح الكاتب رؤية حول المستقبل التكنولوجي وما يحمله من إمكانات هائلة يمكن توظيفها في خدمة التراث العربي المخطوط. 
    يمكن كذلك أن نذكر دراسة حافظي زهير تحث عنوان "دور تكنولوجيا المعلومات في حفظ المخطوطات العربية"[3]،وهي دراسة حول استخدام تكنولوجيا المعلومات في رقمنة المخطوطات العربية، وتعرض الدراسة لعدد من التجارب العربية في مجال استخدام نظم المخطوطات، وتتناول الدراسة الخصائص والمواصفات الفنية اللازمة لعملية الرقمنة ومتطلباتها المادية والبشرية والمالية. ويخلص الباحث إلى القول أنه لا بد من توظيف إمكانات الحاسبات ونظم المعلومات في إنشاء قواعد البيانات الببليوجرافية والنصية للمخطوطات، والاستفادة من إمكانات شبكة الإنترنيت لنشر التراث العربي المخطوط على مستوى العالم.
    أما الدراسة الأقرب إلى موضوع بحثنا، والتي استطعنا الاطلاع عليها، فهي التي تحمل عنوان "مواقع المخطوطات العربية على شبكة الإنترنت"[4] للدكتور خالد حسين إبراهيم محمد،وهي دراسة اهتمت بدراسة الموضوع في إطار تقييم المواقع العربية للمخطوطات وفق معايير تقنية، فهي دراسة تهتم بالبناء التنظيمي والتقني والمعلوماتي لمواقع المخطوطات العربية على شبكة الإنترنيت ولا تركز على المحتوى الأدبي لهذه المواقع. ومن بين النتائج التي توصل إليها الباحث أن المواقع العربية لاسيما مواقع المخطوطات العربية لا تستعين بالأساليب والتقنيات الحديثة، والمعروفة بأساليب رفع كفاءة محركات البحث لكي تظهر في مقدمة النتائج المعروضة من خلال هذه المحركات. وأوضحت نتائج البحث أيضا أن 17 موقعا أعلنت عن المكان الجغرافي الذي يدار منه النظام، وهو يمثل نسبة % 89 من عينة الدراسة، بينما آثر موقعان عدم الإفصاح عن المكان الذي يدار منه الموقع. وإذا كانت هذه الدراسة قد اتخذت توجها تقنيا في معالجتها للمخطوطات والإنترنيت، فإن بحثنا يعالج موضوع المخطوطات العربية إلى جانب موضوع الخط العربي في ارتباطهما بشبكة الإنترنيت بمنهجية مختلفة، حيث يركز أكثر على الجانب الأدبي للمحتوى الرقمي العربي في هذا المجال، بالإضافة إلى دراسته لمحتوى أدبيات النشر الورقي حول الموضوع، ومن ثم نعتقد أن هناك جدوى من انجاز هذا البحث باعتباره يضيف شيئا جديدا للدراسات السابقة. 
   توخينا من خلال بحثنا هذا تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية، وهي:
الهدف الأول: دراسة قضايا الخط العربي والمخطوطات من خلال النشر الورقي؛
الهدف الثاني: دراسة قضايا الخط العربي والمخطوطات من خلال النشر الالكتروني؛
الهدف الثالث: التعريف بمصادر النشر الورقي ومصادر النشر الالكتروني حول  قضايا الخط العربي والمخطوطات.
  أما بخصوص أسئلة البحث، فهي كالتالي:
1_ ما هو واقع المحتوى الرقمي العربي على شبكة الانترنيت في مجال الخط العربي والمخطوطات؟
2_ ما هي مصادر النشر الورقي حول قضايا الخط العربي والمخطوطات؟
3_ ما هي أهم المعلومات والأفكار الواردة في مصادر النشر الورقي حول قضايا الخط العربي والمخطوطات؟
4_ ما هي مصادر النشر الالكتروني حول قضايا الخط العربي والمخطوطات من خلال شبكة الانترنيت؟
5_ ما هي أهم المعلومات والأفكار الواردة في مصادر النشر الالكتروني حول قضايا الخط العربي والمخطوطات من خلال شبكة الانترنيت أو ما هي محتويات هذه المصادر؟
6_ هل يمكن للباحث العربي في مجال الخط العربي والمخطوطات الاعتماد على شبكة الانترنيت في انجاز أبحاثه ودراساته وللاطلاع على آخر مستجدات قضايا هذا التراث؟
  في ما يتعلق بالمناهج العلمية التي اعتمدنا عليها في البحث، ومن أجل دراسة الأهداف المسطرة، والإجابة على مختلف الأسئلة المطروحة، عملنا على تبني ثلاثة مناهج علمية، وجاءت هذه المناهج على الشكل التالي: البحث المباشر في شبكة الإنترنيت، والمنهج التحليلي، ثم المنهج الوثائقي.
   اعتمدنا على البحث المباشر في شبكة الإنترنيت للتعرف على المحتوى الرقمي العربي في مجال الخط العربي والمخطوطات. واعتمدنا على المنهج التحليلي لتحليل أدبيات النشر الورقي حول قضايا هذا التراث ولتسليط الضوء على أهم الأفكار والمعلومات الواردة بهذه المصادر. واعتمدنا أخيرا على المنهج الوثائقي للتعريف بالوثائق الإلكترونية المختارة،وعددها 100 وثيقة الكترونية، وذلك عن طريق إنجاز بطاقات ويبجرافية لها وعرض أهم الأفكار والمعلومات الواردة بها أو عرض محتوياتها قصد التعريف بها. 
   اتخذنا من محرك البحث العام "جوجل" نموذجا من نماذج محركات البحث العامة التي تدعم اللغة العربية للتعرف على الوثائق الإلكترونية المتاحة بشبكة الإنترنيت حول قضايا الخط العربي والمخطوطات، وهو محرك بحث ذو شهرة كبيرة، ويعتبر من أهم محركات البحث العالمية. وينبغي توضيح  جانب منهجي هام مرتبط بالبحث من خلال استعمال محرك البحث جوجل، فنحن حين نقوم بإدخال كلمة مفتاحية في خانة البحث نحصل على عدد كبير من صفحات الويب يعجز الباحث أحيانا على تصفحها جميعها، لكن محرك البحث جوجل في الواقع لا يقوم بعرضها كلها إلا إذا رغب الباحث في ذلك، حيث يقوم محرك البحث بتسهيل مهمة البحث عن طريق الاكتفاء بعرض صفحات الويب التي لا تتشابه، وذلك بعد أن يقوم بتكشيفها. والنتيجة، عرض عدد محدود من صفحات الويب يمثل باقي النتائج، ويمكن للباحث تصفح ذلك العدد المحدود الذي يمثل بالفعل عينة ممثلة لصفحات الويب المحصل عليها. وعند عرض محرك البحث جوجل لصفحات الويب المختارة يختم اللائحة بالعبارة التالية: " في سبيل عرض نتائج أقل وأكثر تركيزا، قمنا بإهمال بعض النتائج شديدة الشبه بالنتائج  المعروضة، إن رغبت بإمكانك إعادة البحث مع إظهار النتائج المهملة". لقد قمنا بتصفح جميع صفحات الويب المعروضة حول الخط العربي والمخطوطات العربية دون تصفح صفحات الويب المهملة، واستعملنا في ذلك الكلمات المفتاحية العامة التالية: "الخط العربي"، "الحرف العربي"، "الكتابة العربية"، "المخطوط العربي"، "المخطوطات العربية"، "التراث العربي المخطوط". واستعملنا كذلك الكلمات المفتاحية حسب المحاور، وهي كالتالي: "تاريخ الخط العربي"، "الخط العربي والفن"، "الحرف العربي والطباعة"، "الحرف العربي والحوسبة"، "المخطوطات العربية في العالم"، "فهرسة المخطوطات العربية"، "تحقيق المخطوطات العربية"، "صيانة المخطوطات العربية". كما قمنا أيضا باستخدام كلمات مفتاحية أخرى للحصول على مزيد من المصادر الالكترونية حول الخط العربي والمخطوطات، وهي: "المكتبات الرقمية العربية" و"الصحف الالكترونية العربية". 
   أما في ما يتعلق  بالمفاهيم الإجرائية لبعض المصطلحات الأساسية الواردة في البحث، فقد تم تعريفها كما يلي:
_ المخطوط العربي: عرفه الدكتور عبد الستار الحلوجي، في كتابه "المخطوط العربي"[5]، كما يلي: "هو الكتاب المخطوط بخط عربي سواء كان في شكل لفائف أو في شكل صحف ضم بعضها إلى بعض على هيئة دفاتر أو كراريس".
_ النشر الورقي: جاء في المعجم الوسيط ما يلي: "نشر الكتاب أو الصحيفة أي أخرجه مطبوعا، والناشر هو من يحترف نشر الكتب وبيعها، والنشر هو طبع الكتب والصحف وبيعها".
_ النشر الإلكتروني: عرفه الباحث صادق طاهر كما يلي[6]: "النشر الإلكتروني هو استخدام الأجهزة الإلكترونية في مختلف مجالات الإنتاج والإدارة والتوزيع للبيانات والمعلومات وتسخيرها للمستفيدين، وهو يماثل تماما النشر بالوسائل والأساليب التقليدية فيما عدا أن ما ينشر من مواد معلوماتية لا يتم إخراجه ورقيا لأغراض التوزيع، بل يتم توزيعه على وسائط إلكترونية، كالأقراص المرنة أو الأقراص المدمجة، أو من خلال الشبكات الإلكترونية كالإنترنيت".
 _ شبكة الإنترنيت: عرف الباحث فضل كليب شبكة الإنترنيت[7] كما يلي: "هي شبكة متعددة الأوجه والاستخدامات، فهي شبكة اتصالات تربط العالم كله، وتساعد في إجراء الاتصالات بين الأفراد والمجموعات لتبادل الخبرات المهنية والتقنية، كما تساهم في التعليم عن بعد، في حين أنها تضاعف من إمكانية الاستفادة من مصادر المعلومات المتوافرة على الحواسيب والحصول على مستخلصات البحوث والتقارير والقوائم الببليوجرافية لمصادر المعلومات المتاحة في قواعد البيانات الكبيرة الحجم، وهي مكتبة بلا جدران، إذ هي متعددة الاختصاصات ومستمرة في التوسع مع ازدياد عدد الشبكات المرتبطة بها، وهي مجموعة من شبكات الاتصالات المرتبطة ببعضها تنمو ذاتياً بقدر ما يضاف إليها من شبكات وحاسبات."
_ صفحة ويب: صفحة ويب أو صفحة نت أو صفحة على شبكة الإنترنيت هي وثيقة أو مورد للمعلومات  تكون مناسبة لشبكة الويب العالمية، ويمكن الوصول إليها من خلال متصفح الويب وعرضها على شاشة الكمبيوتر. هذه المعلومات عادة ما تكون في HTML أو XHTML، ويمكن أن توفر الملاحة إلى صفحات ويب أخرى عبر الروابط التشعبية. صفحات الويب هي التي يمكن استردادها من الحاسوب المحلي أو من خادم الويب عن بعد. صفحات الويب التي تطلب من خوادم الويب تستخدم بروتوكول نقل النص التشعبي (HTTP). صفحات الويب عادة ما تشمل معلومات عن ألوان النص والخلفيات وكثيرا ما تحتوي أيضا على وصلات لصور وغيرها.[8]
_ المكتبات الرقمية[9]: لا يوجد تعريف واحد متفق عليه للمكتبات الرقمية، بل هناك مجموعة كبيرة من التعاريف المختلفة قامت "كاندي شوارتز" بإحصائها فوجدتها تزيد عن 64 تعريفا مختلفا يتراوح ما بين التعريف الضيق الذي يحصر المكتبة الرقمية بالمواد الإلكترونية المتوفرة بواسطة الحاسوب، والتعريفات الواسعة التي تعتبر المكتبات الرقمية مؤسسات ثقافية اجتماعية تضم المجموعات المختلفة المخزنة إلكترونيا والتي تغطي مختلف حقول المعرفة وتتوفر إلكترونيا من أماكن مختلفة ومتباعدة. ومن هنا جاء الخلط الشائع بين القراء حول المكتبات الرقمية التي يطلق عليها أيضا اسم المكتبات الإلكترونية أو المكتبات الافتراضية  أو المكتبات بلا جدران .
 _محرك البحث: هو برنامج يتيح للمستخدمين البحث عن كلمات محددة ضمن مصادر الإنترنيت المختلفة ويتألف محرك البحث من ثلاثة أجزاء رئيسية وهي: برنامج العنكبوت؛ برنامج المفهرس؛ برنامج محرك البحث. تستخدم محركات البحث برنامج العنكبوت (Spider) لإيجاد صفحات جديدة على الويب لإضافتها، ويسمى هذا البرنامج أيضا الزاحف(Crawler)  لأنه يبحر في الإنترنيت بهدوء لزيارة صفحات الويب والاطلاع على محتوياتها، ويأخذ هذا البرنامج مؤشرات المواقع من عنوان الصفحة والكلمات المفتاحية التي تحويها، إضافة إلى محتويات محددات الميتا (Meta tags) فيها.[10]
   تم تحديد البحث على عدة مستويات، وهي كالتالي: لغة تحرير المصادر الإلكترونية المعتمدة؛ الفترة الزمنية المعنية بالبحث؛ جوانب النشر الإلكتروني التي لا تشكل موضوع البحث. أولا بالنسبة للغة تحرير المصادر الإلكترونية المعتمدة، فقد تم اختيار ومعالجة المصادر الإلكترونية المحررة فقط باللغة العربية، ذلك أن هناك مصادر إلكترونية عديدة حول الخط العربي والمخطوطات محررة بلغات أجنبية عديدة إلا أن مجال البحث لا يسمح بدراستها. في ما يتعلق بالفترة الزمنية المعنية بالبحث، فقد تم الاعتماد على المصادر الإلكترونية المتاحة من خلال شبكة الإنترنيت إلى غاية 23 نوفمبر 2011  .أما بخصوص جوانب النشر الإلكتروني التي لا تشكل موضوع بحثنا، فقد اخترنا شبكة الانترنيت كنموذج من نماذج النشر الالكتروني الذي يضم أيضا إنتاج الأقراص المدمجة وغيرها من الأوعية الرقمية الحديثة في مجال المعلومات، واخترنا كذلك التركيز على جانب المحتوى الأدبي للمصادر الإلكترونية المتواجدة على شبكة الإنترنيت، إذ أن هناك جوانب عديدة تكنولوجية[11] وتقنية[12] وقانونية[13] في مجال النشر الإلكتروني العربي تشكل مادة خصبة للبحث والدراسة بالنسبة للباحثين المهتمين بهذا المجال، وتشكل لوحدها دراسات متخصصة لم ندخلها في مجال بحثنا.
    وبخصوص صعوبات وإكراهات البحث، فيمكن الحديث عن الصعوبات الناتجة عن الدينامية السريعة التي تعرفها شبكة الإنترنيت، حيث تظهر كل يوم مواقع جديدة وتختفي مواقع أخرى أحيانا أو تغير في محتواها. ويكتسي البحث أهميته من كونه يعالج موضوعا قديما وحديثا في آن واحد، فهو يعبر عن التقاء الأصالة بالمعاصرة منذ نشأة الخط العربي والمخطوط العربي حتى ظهور الحواسيب الإلكترونية وشبكة الإنترنيت.
     يعالج البحث موضوع "الخط العربي والمخطوطات من خلال النشر الورقي والنشر الالكتروني"، وقد تم تقسيمه إلى خمسة فصول، وهي كالتالي: "الثورة المعلوماتية والخط العربي والمخطوطات"،"الخط العربي من خلال النشر الورقي والنشر الالكتروني"، "المخطوطات العربية في العالم من خلال النشر الورقي والنشر الالكتروني"، "فهرسة وتحقيق المخطوطات العربية من خلال النشر الورقي والنشر الالكتروني"، ثم"صيانة المخطوطات العربية من خلال النشر الورقي والنشر الالكتروني". ويعرف البحث بأهم الإشكاليات والقضايا التي عالجتها مصادر النشر الورقي حول قضايا الخط العربي والمخطوطات، ويعطي الباحثين صورة على المحتوى الرقمي المرتبط بهذا التراث على شبكة الإنترنيت من خلال محرك البحث العام "جوجل". ويحث البحث أيضا هؤلاء الباحثين على استعمال محركات البحث الأخرى سواء العامة أو الداخلية للحصول على نتائج أكثر شمولية على مستوى الكم والكيف، والنهل من منابع النشر الإلكتروني كمصدر مواز لمصادر النشر الورقي، سواء في إنجاز الدراسات والأبحاث من خلال المكتبات الرقمية، أو للاطلاع على آخر المستجدات والأخبار المرتبطة بقضايا الخط العربي والمخطوطات من خلال الصحف الإلكترونية العربية.


[1] مدهز، مروان بن علي ؛ عارف، محمد جعفر. "أثر مصادر المعلومات الالكترونية المتاحة على شبكة الانترنيت على الباحثين العرب في مجال المكتبات  والمعلومات: دراسة للاستشهادات المرجعية". المجلة العربية للمعلومات ، ع 3 ، س 18 ، 2004 .  ص ص  36-44.

[2]  فرحات، هاشم . "تكنولوجيا المعلومات وأثرها في ضبط المخطوطات العربية وإتاحتها".  مجلة الملك فهد الوطنية. مج 9، ع 2.  2003 . 
 

[3]  زهير، حافظي. دور تكنولوجيا المعلومات في حفظ المخطوطات العربية. البوابة العربية للمكتبات والمعلومات[الموقع الإلكتروني]. العنوان الإلكتروني:
http://www.cybrarians.info/journal/no14/manuscripts.htm
[4] محمد، خالد حسين إبرهيم. مواقع المخطوطات العربية على شبكة الإنترنيت. النادي العربي للمعلومات[الموقع الإلكتروني]. مجلة العربية3000. العنوان الإلكتروني:
http://www.arabcin.net/arabiaall/4-2005/2.html
[5] الحلوجى، عبد الستار. المخطوط العربي. الإسكندرية: دار الثقافة العلمية، 1998 . ص 15.
[6]   شبلول، أحمد فضل. النشر الورقي والإلكتروني وما بعد الإلكتروني. ناشري للنشر الإلكتروني[الموقع الإلكتروني]. 15 ديسمبر 2005. العنوان الإلكتروني:
http://nashiri.net/content/view/2541/26
[7]   كليب، فضل.  مدى إفادة الإنترنيت للباحثين في مجال البحث العلمي. النادي العربي للمعلومات[الموقع الإلكتروني]. مجلة العربية3000. العنوان الإلكتروني:
http://www.arabcin.net/arabiaall/3.4-2002/24.html
[8]   صفحة ويب. موسوعة ويكيبيديا[الموقع الإلكتروني]. العنوان الإلكتروني:
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%81%D8%AD%D8%A9_%D9%88%D9%8A%D8%A8
[9] مكاوي، محمد محمود. البيئة الرقمية بين سلبيات الواقع وآمال المستقبل. البوابة العربية للمكتبات والمعلومات[الموقع الإلكتروني]. ديسمبر 2004. العنوان الإلكتروني:
http://www.cybrarians.info/journal/no3/digitize.htm

[10]   محركات البحث. نظره[الموقع الإلكتروني].  العنوان الإلكتروني:
http://www.nzr1.com/vb/showthread.php?t=8756
[11]  تهم هذه الجوانب البرمجيات المستعملة في خلق المواقع الإلكترونية، ونظم الاتصال، والمعلوميات، إلخ.
[12]  تهم هذه الجوانب تقييم المواقع وفق معايير تقنية مثل :المصداقية، الدقة، التصميم، الاستقرار، التحيين، إلخ.  
[13] تهم هذه الجوانب كل المجالات التشريعية في مجال النشر الإلكتروني المرتبطة بحقوق الملكية الفكرية، وأمن المعلومات والشبكات، وجرائم الإنترنيت،إلخ.